
في اطار تعزيز ثقافة الجودة في مؤسسات التعليم العالي الجزائرية والبحث العلمي، ن
ظمت المدرسة العليا للتسيير والاقتصاد الرقمي، بالتعاون مع المدرسة العليا للتجارة، يوما دراسيا حول أهمية ضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر من التصور الى التطبيق،
وذلك يوم الأربعاء 07 ماي 2025. وقد حضر هذا اللقاء أساتذة، ممثلون عن خلايا الجودة بمختلف المدارس العليا، إطارات إدارية وطلبة.

استهلت فعاليات اليوم بكلمة افتتاحية ألقاها
مدير المدرسة العليا للتجارة، الدكتور إسحاق خرشي، أكد فيها على الدور المحوري الذي تلعبه خلايا الجودة في
تحسين نوعية التعليم والخدمات الجامعية بشكل مستمر.

تلتها مداخلة
للأستاذة زيواني سعيدة، ممثلة عن مدير المدرسة العليا للتسيير والاقتصاد الرقمي، البروفيسور محمد حشماوي، والتي استعرضت من خلالها
مسار المدرسة وتجربتها في مجال ضمان الجودة، مستندة إلى خبرتها السابقة كمسؤولة عن خلية الجودة.

ثم ألقى
البروفيسور عنابي بن عيسى، رئيس خلية الجودة، كلمة شدد فيها على أن اعتماد
مقاربة الجودة لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة تمليها التحولات التي يشهدها قطاع التعليم العالي، كما أبرز أن هذا المسار الطموح يتطلب تقييما منهجيا للقدرات الذاتية للمؤسسات الجامعية، بغية تحديد نقاط القوة والضعف.

وفي السياق ذاته، أوضحت
الدكتورة سهام ولد سعيد، مسؤولة عن خلية الجودة بالمدرسة العليا للتسيير والاقتصاد الرقمي، أن الهدف من هذا اللقاء يتمثل في
تعزيز الوعي الجماعي بأهمية ضمان الجودة في التعليم العالي. وأكدت في كلمتها أن هذا اليوم يشكل فرصة للتأكيد على ضرورة تبني منهجية الجودة من أجل تحسين الأداء وضمان خدمة تعليمية أكثر كفاءة وتماشيا مع تطلعات الطلبة والأساتذة والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين.

عرف هذا اللقاء العلمي أيضا
مشاركة الأستاذة وسام بليمان، مسؤولة خلية الجودة بالمدرسة الوطنية العليا للمناجمنت، التي قدمت عرضا عن
تجربة مدرستها في مشروع ضمان الجودة. كما قدمت
السيدة مريم ميسوم، خبيرة في الملكية الفكرية ومكونة بمركز تطوير المقاولاتية بالمدرسة نفسها، مداخلة تمحورت حول
دور الملكية الفكرية كآلية لتعزيز الجودة والابتكار في الجامعة.

تميز اليوم الدراسي بنقاشات ثرية بين المشاركين، تم خلالها تبادل التجارب والخبرات ومناقشة التحديات التي تواجه تطبيق آليات الجودة في التعليم العالي. كما
تم تنظيم ورشة عمل نشطها نخبة من الأساتذة المختصين، تناولت محاور عدة، من بينها:
– واقع وآفاق ضمان الجودة في التعليم العالي والبحث العلمي.
– أهمية تبني نظام وطني موثوق لضمان الجودة، انطلاقاً من مرجعية RNAQ-ESRS نسخة 2023 إلى التطبيق الفعلي.
– أدوات وتقنيات التقييم الذاتي والتحديات المرتبطة بتنفيذ الجودة الداخلية.
– دور مختلف مكونات الأسرة الجامعية (الأساتذة، الطلبة، الإداريون، الموظفون) في ترسيخ ثقافة الجودة.
– عرض تجارب مؤسسات جامعية جزائرية في التقييم الذاتي، ومراحل ما بعد التقييم من نشر النتائج إلى تنفيذ خطط التحسين.
– تأثير التقييم الذاتي على رسم معالم مشروع المؤسسة المستقبلي، إلى جانب تجارب في مجالي الاعتماد والتقييم على الصعيد الوطني.

وفي ختام هذا اليوم الدراسي، شدد الحضور على
أهمية مواصلة تنظيم مثل هذه اللقاءات التكوينية، مع الدعوة إلى
توسيع قاعدة المشاركة لضمان تعميم الفائدة، وترسيخ ثقافة الجودة كأحد الركائز الأساسية لتطوير منظومة التعليم العالي في الجزائر.